كتاب: سير أعلام النبلاء

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: سير أعلام النبلاء



ولما غرق قيل لأمه فقالت: لما ولدته رأيت كأنه خرج مني شهاب نار فعلمت أنه لا يطفئه إلا الماء (1) .
وكان قد خرج صالح بن مسرح العابد التميمي بدارا (2) وله أصحاب يفقههم ويقص عليهم ويذم عثمان وعليا كدأب الخوارج ويقول:
تأهبوا لجهاد الظلمة ولا تجزعوا من القتل في الله فالقتل أسهل من الموت والموت لا بد منه.
فأتاه كتاب شبيب يقول: إنك شيخ المسلمين ولن نعدل بك أحدا وقد استجبت لك والآجال غادية ورائحة ولا آمن أن تخترمني المنية ولم أجاهد الظالمين فيا له غبنا ويا له فضلا متروكا جعلنا الله ممن يريد الله بعمله.
ثم أقبل هو وأخوه مصاد (3) والمحلل (3) بن وائل وإبراهيم بن حجر والفضل بن عامر الذهلي إلى صالح فصاروا مائة وعشرة أنفس ثم شدوا على خيل لمحمد بن مروان فأخذوها وقويت شوكتهم.
فسار لحربهم عدي بن عدي بن عميرة الكندي فالتقوا فانهزم عدي وبعد مديدة توفي صالح من جراحات سنة ست وتسعين.
وعهد إلى شبيب فهزم العساكر وعظم الخطب وهجم على الكوفة وقتل جماعة أعيان.
فندب الحجاج لحربه زائدة بن قدامة الثقفي فالتقوا فقتل زائدة ودخلت غزالة جامع الكوفة وصلت وردها وصعدت المنبر ووفت نذرها.
وهزم شبيب جيوش الحجاج مرات وقتل عدة من الأشراف وتزلزل له عبد
__________
(1) تاريخ الطبري 6 / 282.
(2) دارا: بلدة في لحف جبل بين نصيبين وماردين وهي من بلاد الجزيرة ذات بساتين ومياه جارية وعندها كان معسكردارا بن دارا الملك ابن قباذ الملك لما لقي الاسكندر المقدوني فقتله الاسكندر وتزوج ابنته وبنى في موضع معسكره هذه المدينة وسماها باسمه. اه. معجم البلدان.
(3) في الأصل بالمعجمة وما أثبتناه من الطبري وابن الأثير.